الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الإلمام بأحاديث الأحكام
.بَاب صفة الصَّلَاة: (238) عَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل الْمَسْجِد، فَدخل رجل فصلّى، ثمَّ جَاءَ فَسلم عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ السَّلَام ثمَّ قَالَ: «ارْجع فصل، فَإنَّك لم تُصل». فَرجع الرجل فَصَلى كَمَا كَانَ يُصَلِّي، ثمَّ جَاءَ إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ فسلّم عَلَيْهِ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَعَلَيْك السَّلَام»، ثمَّ قَالَ: «ارْجع فصل فَإنَّك لم تصل». حَتَّى فعل ذَلِك ثَلَاث مَرَّات، فَقَالَ الرجل: وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ مَا أحسن غير هَذَا فعَلمنِي. قَالَ: «إِذا قُمْت إِلَى الصَّلَاة فَكبر، ثمَّ اقْرَأ مَا تيَسّر مَعَك من الْقُرْآن، ثمَّ اركع حَتَّى تطمئِن رَاكِعا، ثمَّ ارْفَعْ حَتَّى تعتدل قَائِما، ثمَّ اسجد حَتَّى تطمئِن سَاجِدا، ثمَّ ارْفَعْ حَتَّى تطمئِن جَالِسا، ثمَّ افْعَل ذَلِك فِي صَلَاتك كلهَا».(239) وَفِي رِوَايَة: «إِذا قُمْت إِلَى الصَّلَاة فأسبغ الْوضُوء، ثمَّ اسْتقْبل الْقبْلَة فَكبر». لفظ مُسلم، وَهُوَ مُتَّفق عَلَيْهِ فِي الْجُمْلَة.(240) وَعَن مُحَمَّد بن عَمْرو بن عَطاء، أَنه كَانَ جَالِسا مَعَ نفر من أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذكرُوا صَلَاة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَبُو حميد السَّاعِدِيّ: أَنا كنت أحفظكم لصَلَاة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَأَيْته: إِذا كبر جعل يَدَيْهِ حَذْو مَنْكِبَيْه، وَإِذا ركع أمكن يَدَيْهِ من رُكْبَتَيْهِ، ثمَّ هصر ظَهره، فَإِذا رفع رَأسه اسْتَوَى حَتَّى يعود كل فقار مَكَانَهُ، فَإِذا سجد وضع يَدَيْهِ غير مفترش وَلَا قابضهما، واستقبل بأطراف أَصَابِع رجلَيْهِ الْقبْلَة، وَإِذا جلس فِي الرَّكْعَتَيْنِ جلس عَلَى رجله الْيُسْرَى وَنصب الْيُمْنَى وَإِذا جلس فِي الرَّكْعَة الْأَخِيرَة قدم رجله الْيُسْرَى، وَنصب الْأُخْرَى وَقعد عَلَى مقعدته. رَوَاهُ البُخَارِيّ.(241) وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، قَالَت: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستفتح الصَّلَاة بِالتَّكْبِيرِ، وَالْقِرَاءَة بِالْحَمْد لله رب الْعَالمين، وَكَانَ إِذا ركع لم يُشْخِصْ رَأسه وَلم يصوِّبه وَلَكِن بَين ذَلِك، وَكَانَ إِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع لم يسْجد حَتَّى يَسْتَوِي قَائِما، وَكَانَ إِذا رفع رَأسه من السَّجْدَة لم يسْجد حَتَّى يَسْتَوِي جَالِسا، وَكَانَ يَقُول فِي كل رَكْعَتَيْنِ التَّحِيَّة، وَكَانَ يفرش رجله الْيُسْرَى، وَينصب رجله الْيُمْنَى، وَكَانَ ينْهَى عَن عُقبة الشَّيْطَان، وَينْهَى أَن يفترش الرجل ذِرَاعَيْهِ افتراش السَّبُع، وَكَانَ يخْتم الصَّلَاة بِالتَّسْلِيمِ. أخرجه مُسلم.(242) وَعَن عَلّي بن أبي طَالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه كَانَ إِذا قَامَ إِلَى الصَّلَاة قَالَ: «وجهتُ وَجْهي للَّذي فطر السَّمَاوَات وَالْأَرْض حَنِيفا مُسلما وَمَا أَنا من الْمُشْركين، إِن صَلَاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب الْعَالمين لَا شريك لَهُ، وَبِذَلِك أمرت وَأَنا من أول الْمُسلمين. اللَّهُمَّ أَنْت الْملك لَا إِلَه إِلَّا أَنْت. أَنْت رَبِّي وَأَنا عَبدك، ظلمت نَفسِي وَاعْتَرَفت بذنبي، فَاغْفِر لي ذُنُوبِي جَمِيعًا إِنَّه لَا يغْفر الذُّنُوب إِلَّا أَنْت، واهدني لأحسن الْأَخْلَاق لَا يهديني لأحسنها إِلَّا أَنْت، واصرف عني سيئها لَا يصرف عني سيئها إِلَّا أَنْت، لبيْك وَسَعْديك، وَالْخَيْر كُله فِي يَديك ، وَالشَّر لَيْسَ إِلَيْك، أَنا بك وَإِلَيْك، تَبَارَكت وَتَعَالَيْت، أستغفرك وَأَتُوب إِلَيْك»، وَإِذا ركع قَالَ: «اللَّهُمَّ لَك ركعت، وَبِك آمَنت، وَلَك أسلمت، خشع لَك سَمْعِي وبصري، ولحمي، ومخي، وعظمي، وعصبي»، وَإِذا رفع رَأسه قَالَ: «اللَّهُمَّ رَبنَا وَلَك الْحَمد ملْء السَّمَاوَات، وملء الأَرْض، وملء مَا بَينهمَا، وملء مَا شِئْت من شَيْء بعد»، وَإِذا سجد قَالَ: «اللَّهُمَّ لَك سجدت، وَبِك آمَنت، وَلَك أسلمت وَأَنت رَبِّي، سجد وَجْهي للَّذي خلقه وصوره، وشق سَمعه وبصره، تبَارك الله أحسن الْخَالِقِينَ». ثمَّ يكون من آخر مَا يَقُول بَين التَّشَهُّد وَالتَّسْلِيم: «اللَّهُمَّ اغْفِر لي مَا قدمت وَمَا أخرت، وَمَا أسررت وَمَا أعلنت، وَمَا أسرفت، وَمَا أَنْت أعلم بِهِ مني، أَنْت الْمُقدم وَأَنت الْمُؤخر، لَا إِلَه إِلَّا أَنْت». أخرجه مُسلم.(243) وَفِي رِوَايَة: إِذا استفتح الصَّلَاة كبَّر، ثمَّ قَالَ وَذكره.(244) وفِي رِوَايَة: أَن ذَلِك كَانَ فِي صَلَاة اللَّيْل.(245) وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا جُعل الإِمَام ليؤتم بِهِ، فَإِذا كبر فكبروا، وَإِذا ركع فاركعوا، وَإِذا قَالَ: سمع الله لمن حَمده؛ فَقولُوا: رَبنَا وَلَك الْحَمد، وَإِذا سجد فاسجدوا، وَإِذا صَلَّى جَالِسا، فصلوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ». أخرجه البُخَارِيّ.(246) وَعَن سَالم بن عبد الله بن عمر، عَن أَبِيه: أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يرفع يَدَيْهِ حَذْو مَنْكِبَيْه إِذا افْتتح الصَّلَاة، وَإِذا كبر للرُّكُوع، وَإِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع رفعهما كَذَلِك أَيْضا، وَقَالَ: سمع الله لمن حَمده، رَبنَا وَلَك الْحَمد، وَكَانَ لَا يفعل ذَلِك فِي السُّجُود. هَذِه رِوَايَة مَالك، عَن ابْن شهَاب، عَن سَالم، عِنْد البُخَارِيّ.(247) وَفِي رِوَايَة شُعَيْب، عَنهُ: رَأَيْت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ افْتتح التَّكْبِير فِي الصَّلَاة، فَرفع يَدَيْهِ حِين يكبر حَتَّى جَعلهمَا حَذْو مَنْكِبَيْه (248) وَفِي رِوَايَة ابْن جريج عَنهُ: إِذا قَامَ إِلَى الصَّلَاة رفع يَدَيْهِ حَتَّى يَكُونَا بحَذْو مَنْكِبَيْه ثمَّ كبر.(249) وَكَذَلِكَ فِي رِوَايَة يُونُس: حَتَّى يَكُونَا حَذْو مَنْكِبَيْه، ثمَّ كبر. وكل ذَلِك عِنْد مُسلم.(250) وَعند البُخَارِيّ عَن نَافِع أَن ابْن عمر: كَانَ إِذا دخل فِي الصَّلَاة كبر وَرفع يَدَيْهِ، وَإِذا ركع رفع يَدَيْهِ، وَإِذا قَالَ: سمع الله لمن حَمده رفع يَدَيْهِ، وَإِذا قَامَ من الرَّكْعَتَيْنِ رفع يَدَيْهِ. وَرفع ذَلِك ابْن عمر إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(251) وَعند مُسلم من حَدِيث مَالك بن الْحُوَيْرِث: أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذا كبر رفع يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِي بهما أُذُنَيْهِ. الحَدِيث.(252) وَعِنْده من رِوَايَة وَائِل بن حُجْر، بعد ذكر رفع الْيَدَيْنِ: ثمَّ التحف بِثَوْبِهِ، ثمَّ وضع يَده الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى. وَفِيه: فَلَمَّا سجد، سجد بَين كفيه.(253) وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسكت بَين التَّكْبِير وَالْقِرَاءَة إسكاتةً، قَالَ أَحْسبهُ قَالَ هُنية. فَقلت: بِأبي وَأمي يَا رَسُول الله، إسكاتك بَين التَّكْبِير وَالْقِرَاءَة مَا تَقول فِيهَا؟ قَالَ: «أَقُول: اللَّهُمَّ، باعد بيني وَبَين خطاياي كَمَا باعدت بَين الْمشرق وَالْمغْرب، اللَّهُمَّ، نقني من الْخَطَايَا كَمَا يُنقَّى الثَّوْب الْأَبْيَض من الدنس، اللَّهُمَّ، اغسل خطاياي بِالْمَاءِ والثلج وَالْبرد». لفظ رِوَايَة البُخَارِيّ.(254) وَعَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ، قَالَ: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا قَامَ من اللَّيْل كبر، ثمَّ يَقُول: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ، وَبِحَمْدِك، تبَارك اسْمك، وَتَعَالَى جدك، وَلَا إِلَه غَيْرك». ثمَّ يَقُول: «لَا إِلَه إِلَّا الله، ثَلَاثًا»، ثمَّ يَقُول: «الله أكبر كَبِيرا، ثَلَاثًا، أعوذ بِاللَّه السَّمِيع الْعَلِيم من الشَّيْطَان الرَّجِيم؛ من همزه، ونفخه، ونفثه»، ثمَّ يقْرَأ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُد من جِهَة جَعْفَر بن سُلَيْمَان، وَقد احْتج بِهِ مُسلم كثيرا, عَن عليّ بن عَلّي، وَوَثَّقَهُ وَكِيع، وَيَحْيَى بن معِين، وَأَبُو زرْعَة، وَقد أعلّ الحَدِيث.(255) وَعَن عبَادَة بن الصَّامِت رَضِيَ اللَّهُ عَنْه يبلغ بِهِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا صَلَاة لمن لم يقْرَأ بِفَاتِحَة الْكتاب». لفظ مُسلم، وَهُوَ مُتَّفق عَلَيْهِ.(256) وَعَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: صليت مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأبي بكر وَعمر وَعُثْمَان فَلم أسمع أحدا مِنْهُم يقْرَأ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم.(257) وَفِي رِوَايَة الْأَوْزَاعِيّ عَن قَتَادَة، أَنه كتب إِلَيْهِ يُخبرهُ عَن أنس بن مَالك، أَنه حَدثهُ قَالَ: صليت خلف النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأبي بكر وَعمر وَعُثْمَان فَكَانُوا يستفتحون بِالْحَمْد لله رب الْعَالمين، لَا يذكرُونَ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم فِي أول قِرَاءَة وَلَا فِي آخرهَا. أخرجهُمَا مُسلم.(258) وَعَن نعيم المجمر، قَالَ: صليت وَرَاء أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ فَقَرَأَ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم، ثمَّ قَرَأَ بِأم الْقُرْآن حَتَّى بلغ وَلَا الضالّين؛ فَقَالَ: آمين؛ فَقَالَ النَّاس: آمين. وَكَانَ يَقُول كلما سجد: الله أكبر، فَإِذا قَامَ من الْجُلُوس قَالَ: الله أكبر، وَيَقُول إِذا سلم: وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأشبهكم صَلَاة برَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أخرجه الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد بن الْجَارُود، وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَالْبَيْهَقِيّ، وَذكروا أَن رُوَاته ثِقَات.(259) وَعَن عبَادَة بن الصَّامِت رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ، قَالَ: كُنَّا خلف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاة الْفجْر، فَقَرَأَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَثقلَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَة، فَلَمَّا فرغ قَالَ: «لَعَلَّكُمْ تقرؤون خلف إمامكم؟» قُلْنَا: نعم، هَذَا يَا رَسُول الله، قَالَ: «لَا تَفعلُوا إِلَّا بِفَاتِحَة الْكتاب، فَإِنَّهُ لَا صَلَاة لمن لم يقْرَأ بهَا». أخرجه أَبُو دَاوُد وَغَيره، وَفِي إِسْنَاده ابْن إِسْحَاق فَمن احْتج بِهِ فَهُوَ عِنْده صَحِيح.(260) وَلمُسلم رِوَايَة فِي حَدِيث لأبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ طَوِيل: «وَإِذا قَرَأَ فأنصتوا»، يَعْنِي الإِمَام.(261) وَعَن ابْن أبي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما أَن رجلا قَالَ: يَا رَسُول الله، علّمني شَيْئا يجزئني عَن الْقُرْآن؛ قَالَ: «قل سُبْحَانَ الله، وَالْحَمْد لله، وَلَا إِلَه إِلَّا الله، وَالله أكبر» الحَدِيث. أخرجه ابْن الْجَارُود فِي الْمُنْتَقَى.(262) وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذا قَالَ الإِمَام: غير المغضوب عَلَيْهِم وَلَا الضَّالّين؛ فَقولُوا: آمين، فَإِنَّهُ من وَافق تأمينه تَأْمِين الْمَلَائِكَة غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه».(263) وَفِي رِوَايَة أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة: «إِذا أمَّن الإِمَام فَأمنُوا»، وَكِلَاهُمَا عِنْد مَالك رَحِمَهُ اللَّهُ.(264) وَعَن عبد الله بن أبي قَتَادَة، عَن أَبِيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقْرَأ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَوليين من صَلَاة الظّهْر بِفَاتِحَة الْكتاب وسورتين؛ يطوِّل فِي الأولَى ويقصِّر فِي الثَّانِيَة، ويُسمع الْآيَة أَحْيَانًا، وَكَانَ يقْرَأ فِي صَلَاة الْعَصْر بِفَاتِحَة الْكتاب وسورتين، وَكَانَ يطول فِي الرَّكْعَة الأولَى من صَلَاة الصُّبْح، وَيقصر فِي الثَّانِيَة. لفظ رِوَايَة البُخَارِيّ.(265) وَفِي رِوَايَة لمُسلم: «وَيقْرَأ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ بِفَاتِحَة الْكتاب».(266) وَعَن أبي سعيد لْخُدْرِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يقْرَأ فِي صَلَاة الظّهْر فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَوليين فِي كل رَكْعَة قدر ثَلَاثِينَ آيَة، وَفِي الْأُخْرَيَيْنِ قدر خمس عشرَة آيَة- أَو قَالَ نصف ذَلِك- وَفِي الْعَصْر فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَوليين فِي كل رَكْعَة قدر خمس عشرَة آيَة، وَفِي الْأُخْرَيَيْنِ قدر نصف ذَلِك. أخرجه مُسلم.(267) وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: مَا صليت وَرَاء أحد أشبه صَلَاة برَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من فلَان قَالَ سُلَيْمَان، هُوَ ابْن يسَار، كَانَ يُطِيل الرَّكْعَتَيْنِ الْأَوليين من صَلَاة الظّهْر، ويخفف الْأَخِيرَتَيْنِ، ويخفف الْعَصْر، وَيقْرَأ فِي الْمغرب بقصار الْمفصل، وَيقْرَأ فِي الْعشَاء بوسط الْمفصل، وَيقْرَأ فِي الصُّبْح بطوال الْمفصل. أخرجه النَّسَائِيّ.(268) وَثَبت فِي الصَّحِيح أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ فِي الْمغرب بالمرسلات وَالطور.(269) وَعَن عَبَّاس بن سهل بن سعد، قَالَ: اجْتمع أَبُو حميد، وَأَبُو أسيد، وَسَهل بن سعد، وَمُحَمّد بن مسلمة؛ فَذكرُوا صَلَاة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَبُو حميد: أَنا أعلمكُم بِصَلَاة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا ركع فَوضع يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، كَأَنَّهُ قَابض عَلَيْهِمَا ووتَّر يَدَيْهِ فنحَّاهما عَن جَنْبَيْهِ. أخرجه التِّرْمِذِيّ وَصَححهُ.(270) وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: كشف النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الستارة، وَالنَّاس صُفُوف خلف أبي بكر ، فَقَالَ: «أَيهَا النَّاس، إِنَّه لم يبْق من مُبَشِّرَات النُّبُوَّة إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَة يَرَاهَا الْمُسلم، أَو تُرى لَهُ، أَلا وَإِنِّي نُهيتُ أَن أَقرَأ الْقُرْآن رَاكِعا أَو سَاجِدا، فَأَما الرُّكُوع فعظِّموا فِيهِ الرب، وَأما السُّجُود فاجتهدوا فِي الدُّعَاء، فَقَمِنٌ أَن يُسْتَجَاب لكم».أخرجه مُسلم.(271) وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، قَالَت: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكثر أَن يَقُول فِي رُكُوعه وَسُجُوده: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبنَا وَبِحَمْدِك، اللَّهُمَّ اغْفِر لي» يتَأَوَّل الْقُرْآن. لفظ مُسلم، وَهُوَ مُتَّفق عَلَيْهِ.(272) وَعَن ثَابت قَالَ: كَانَ أنس بن مَالك، ينعَت لنا صَلَاة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَكَانَ يُصَلِّي فَإِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع قَامَ؛ حَتَّى نقُول قد نسي. أخرجه البُخَارِيّ.(273) وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا قَامَ إِلَى الصَّلَاة يكبر حِين يقوم، ثمَّ يكبر حِين يرْكَع، ثمَّ يَقُول: «سمع الله لمن حَمده»، حِين يرفع صُلْبه من الرُّكُوع، ثمَّ يَقُول وَهُوَ قَائِم: «رَبنَا لَك الْحَمد». أخرجه البُخَارِيّ، وَرَوَاهُ بَعضهم: «وَلَك الْحَمد».(274) فِي رِوَايَة أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذا قَالَ الإِمَام: سمع الله لمن حَمده، فَقولُوا: اللَّهُمَّ رَبنَا لَك الْحَمد، فَإِنَّهُ من وَافق قَوْله قَول الْمَلَائِكَة غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه». لفظ رِوَايَة البُخَارِيّ«فِيهَا»، وَفِي رِوَايَة غَيره«وَلَك».(275) وَعَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع قَالَ: «رَبنَا لَك الْحَمد ملْء السماوت وملء الأَرْض وملء مَا شِئْت من شَيْء بعد، أهل الثَّنَاء وَالْمجد، أَحَق مَا قَالَ العَبْد وكلنَا لَك عبد, اللَّهُمَّ لَا مَانع لما أَعْطَيْت، وَلَا معطي لما منعت ، وَلَا ينفع ذَا الْجد مِنْك الْجد». أخرجه مُسلم.(276) عَن وَائِل بن حُجْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا سجد وضع رُكْبَتَيْهِ قبل يَدَيْهِ، فَإِذا نَهَضَ رفع يَدَيْهِ قبل رُكْبَتَيْهِ. لفظ رِوَايَة التِّرْمِذِيّ، وَيُقَال: لَا يعرف إِلَّا عَن شريك.(277) وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله: «إِذا سجد أحدكُم فَلَا يبرك كَمَا يبرك الْبَعِير، وليضع يَدَيْهِ قبل رُكْبَتَيْهِ». أخرجه أَبُو دَاوُد، وَاحْتج بِهِ بعض أهل الحَدِيث.(278) وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أمرتُ أَن أَسجد عَلَى سبع، وَلَا أكفِتُ الشَّعَر وَلَا الثِّيَاب: الْجَبْهَة، وَالْأنف، وَالْيَدَيْنِ، والركبتين، والقدمين». لفظ مُسلم، وَهُوَ مُتَّفق عَلَيْهِ.(279) وَعَن الْبَراء رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ«إِذا سجدتَّ فضعْ كفيك، وارفعْ مرفقيك».(280) وَعَن عبد الله بن مَالك بن بُحَينة: أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذا صَلَّى فَرَّجَ بَين يَدَيْهِ حَتَّى يَبْدُو بَيَاض إبطَيْهِ. أخرجهُمَا مُسلم.(281) وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول بَين السَّجْدَتَيْنِ: «اللَّهُمَّ اغْفِر لي وارحمني، واهدني، وَعَافنِي، وارزقني» أخرجه أَبُو دَاوُد.(282) وَعند التِّرْمِذِيّ: «واجبرني» بدل«واهدني» وَلم يقل: «وَعَافنِي». وَفِي إسنادهما كَامِل أَبُو الْعَلَاء، وَعَن ابْن معِين توثيقه.(283) وَعَن أبي قلَابَة، قَالَ: جَاءَنَا مَالك بن الْحُوَيْرِث فَصَلى بِنَا فِي مَسْجِدنَا، فَقَالَ: إِنِّي لأصلي بكم وَمَا أُرِيد الصَّلَاة، وَلَكِنِّي أُرِيد أَن أريكم كَيفَ رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي. قَالَ أَيُّوب: فَقلت لأبي قلَابَة: وَكَيف كَانَت صلَاته؟ قَالَ: مثل صَلَاة شَيخنَا هَذَا، وَيَعْنِي عَمْرو بن سَلمَة. قَالَ أَيُّوب: وَكَانَ ذَلِك الشَّيْخ يتم التَّكْبِير، وَإِذا رفع رَأسه من السَّجْدَة الثَّانِيَة جلس وَاعْتمد عَلَى الأَرْض، ثمَّ قَامَ. أخرجه البُخَارِيّ.(284) وَعَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: مَا زَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقنت فِي صَلَاة الْغَدَاة حَتَّى فَارق الدُّنْيَا. وَفِي إِسْنَاده أَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ، وَقد وَثَّقَهُ غير وَاحِد، وَقَالَ النَّسَائِيّ: لَيْسَ بِالْقَوِيّ.(285) وَعَن أبي الْحَوْرَاء، قَالَ: الْحسن بن عَلّي: عَلمنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَات أقولهن فِي الْوتر، وَفِي رِوَايَة: فِي قنوت الْوتر: «اللَّهُمَّ اهدني فِيمَن هديت، وَعَافنِي فِيمَن عافيت، وتولّني فِيمَن توليت، وَبَارك لي فِيمَا أَعْطَيْت، وقني شَرّ مَا قضيت، إِنَّك تقضي وَلَا يُقْضَى عَلَيْك، وَإنَّهُ لَا يذل من واليت، تَبَارَكت رَبنَا وَتَعَالَيْت». أخرجه أَبُو دَاوُد، وَهُوَ مِمَّا ألزم الشَّيْخَانِ تَخْرِيجه.(286) وَعَن عبد الله بن الزبير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا قعد فِي الصَّلَاة جعل قدمه الْيُسْرَى بَين فَخذه وَسَاقه، وفرش قدمه الْيُمْنَى، وَوضع يَده الْيُسْرَى عَلَى ركبته الْيُسْرَى، وَوضع يَده الْيُمْنَى عَلَى فَخذه الْيُمْنَى، وَأَشَارَ بِأُصْبُعِهِ. أخرجه مُسلم.(287) وَفِي حَدِيث لِابْنِ عمر: وَيَده الْيُسْرَى عَلَى ركبته الْيُسْرَى، باسطاً عَلَيْهَا.(288) وَفِي رِوَايَة عَنهُ: وَوضع يَده الْيُمْنَى عَلَى ركبته الْيُمْنَى، وَعقد ثَلَاثًا وَخمسين، وَأَشَارَ بالسبابة.(289) وَفِي حَدِيث ابْن الزبير، عِنْد أبي داودَ: أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُشِير بِأُصْبُعِهِ إِذا دَعَا، وَلَا يحركها.(290) وَعَن عبد الله هُوَ ابْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: كُنَّا إِذا كُنَّا مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاة قُلْنَا: السَّلَام عَلَى الله من عباده، السَّلَام عَلَى فلَان وَفُلَان ، فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَقولُوا: السَّلَام عَلَى الله فَإِن الله هُوَ السَّلَام، وَلَكِن قُولُوا: التَّحِيَّات لله والصلوات والطيبات، السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته، السَّلَام علينا وَعَلَى عباد الله الصَّالِحين، فَإِنَّكُم إِذا قُلْتُمْ ذَلِك أصَاب كُلَّ عبدٍ صالحٍ فِي السَّمَاء، أَو بَين السَّمَاء وَالْأَرْض، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله، ثمَّ يتخيَّر من الدُّعَاء أعجبه إِلَيْهِ؛ فيدعو». لفظ البُخَارِيّ وَهُوَ مُتَّفق عَلَيْهِ.(291) وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما أَنه، قَالَ: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلمنَا التَّشَهُّد كَمَا يعلمنَا السُّورَة من الْقُرْآن، وَكَانَ يَقُول: «التَّحِيَّات المباركات، الصَّلَوَات الطَّيِّبَات لله، السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته، السَّلَام علينا وَعَلَى عباد الله الصَّالِحين، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله». انْفَرد بِهِ مُسلم.(292) وَعَن فضَالة بن عبيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلا يَدْعُو فِي صلَاته فَلم يصل عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عجِلَ هَذَا» ثمَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ وَلغيره: «إِذا صَلَّى أحدكُم فليبدأ بتحميد الله تَعَالَى وَالثنَاء عَلَيْهِ ثمَّ ليصلّ عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثمَّ ليَدع بعد بِمَا شَاءَ». أخرجه التِّرْمِذِيّ وَصَححهُ.(293) وَعَن أبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: أَتَانَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنحن فِي مجْلِس سعد بن عبَادَة، فَقَالَ لَهُ بشير بن سعد: أمرنَا الله أَن نصلي عَلَيْك يَا رَسُول الله فَكيف نصلي عَلَيْك؟ قَالَ فَسكت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تمنينا أَنه لم يسْأَله، ثمَّ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُولُوا: «اللَّهُمَّ صلِّ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آل مُحَمَّد كَمَا صليت عَلَى إِبْرَاهِيم وآل إِبْرَاهِيم، وَبَارك عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آل مُحَمَّد كَمَا باركت عَلَى إِبْرَاهِيم وآل إِبْرَاهِيم فِي الْعَالمين إِنَّك حميد مجيد، وَالسَّلَام كَمَا قد عُلِّمتم». أخرجه مُسلم.(294) وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذا تشهد أحدكُم فليستعذ بِاللَّه من أَربع، يَقُول: اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من عَذَاب جَهَنَّم، وَمن عَذَاب الْقَبْر، وَمن فتْنَة الْمحيا وَالْمَمَات، وَمن شَرّ فتْنَة الْمَسِيح الدَّجَّال». لفظ مُسلم.(295) وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها: أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو فِي الصَّلَاة. الحَدِيث. وَفِيه: «اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من المأثم والمغرم». أخرجه مُسلم.(296) وَعَن أبي بكر الصّديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه قَالَ: يَا رَسُول الله، عَلمنِي دُعَاء أَدْعُو بِهِ فِي صَلَاتي؛ قَالَ: «قل اللَّهُمَّ إِنِّي ظلمت نَفسِي ظلما كثيرا، وَلَا يغْفر الذُّنُوب إِلَّا أَنْت فَاغْفِر لي مغْفرَة من عنْدك، وارحمني إِنَّك أَنْت الغفور الرَّحِيم». مُتَّفق عَلَيْهِ.(297) وَعَن وَائِل بن حُجْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ صليت مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ يسلم عَن يَمِينه: السَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته، حَتَّى يُرى بَيَاض خَدّه الْأَيْمن، وَعَن يسَاره: السَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته، حَتَّى يُرى بَيَاض خَدّه الْأَيْسَر. أخرجه أَبُو دَاوُد.(298) وَعَن ورَّاد مولَى الْمُغيرَة بن شُعْبَة، قَالَ: كتب الْمُغيرَة بن شُعْبَة إِلَى مُعَاوِيَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذا فرغ من الصَّلَاة وَسلم قَالَ: «لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، لَهُ الْملك وَله الْحَمد، وَهُوَ عَلَى كل شَيْء قدير، اللَّهُمَّ لَا مَانع لما أَعْطَيْت، وَلَا معطي لما منعت، وَلَا ينفع ذَا الْجد مِنْك الْجد». لفظ مُسلم، وَهُوَ مُتَّفق عَلَيْهِ.(299) وَعَن أبي الزبير، قَالَ: كَانَ ابْن الزبير يَقُول فِي دبر كل صَلَاة حِين يسلم: لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، لَهُ الْملك وَله الْحَمد، وَهُوَ عَلَى كل شَيْء قدير، لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه، لَا إِلَه إِلَّا الله وَلَا نعْبد إِلَّا إِيَّاه، لَهُ النِّعْمَة وَله الْفضل، وَله الثَّنَاء الْحسن، لَا إِلَه إِلَّا الله وَلَا نعْبد إِلَّا إِيَّاه مُخلصين لَهُ الدَّين وَلَو كره الْكَافِرُونَ. وَقَالَ: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُهلل بهنَّ فِي دبر كل صَلَاة.(300) وَعَن ثَوْبَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا انْصَرف من صلَاته اسْتغْفر ثَلَاثًا، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ أَنْت السَّلَام ومنك السَّلَام، تَبَارَكت ذَا الْجلَال وَالْإِكْرَام»، قَالَ الْوَلِيد: فَقلت للأوزاعي: كَيفَ الاسْتِغْفَار؟ قَالَ: تَقول: أسْتَغْفر الله، أسْتَغْفر الله.(301) وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «من سَبَّحَ الله فِي دبر كل صَلَاة ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَحمد الله ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكبر الله ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ,فَتلك تِسْعَة وَتسْعُونَ، وَقَالَ تَمام الْمِائَة: لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، لَهُ الْملك وَله الْحَمد، وَهُوَ عَلَى كل شَيْء قدير. غُفرتْ خطاياه، وَإِن كانتْ مثل زَبَدِ الْبَحْر».(302) وَعَن الْبَراء رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: كُنَّا إِذا صلينَا خلف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحببنا أَن نَكُون عَن يَمِينه يقبل علينا بِوَجْهِهِ، قَالَ: فَسَمعته يَقُول: «رب قني عذابك يَوْم تبْعَث- أَو تجمع- عِبَادك». انْفَرد بهَا كلهَا مُسلم.
|